فهرس الكتاب
الصفحة 181 من 311

و"لهما"عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال:"صلى رسول الله صلي الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليل ; فلما انصرف أقبل على الناس فقال:"هل تدرون ماذا قال ربكم؟"قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال:"أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب"1."

قوله: وعن زيد بن خالد الجهني صحابي مشهور مات سنة ثمان وستين، وقيل غير ذلك، وله خمس وثمانون سنة. قوله:"صلى لنا"أي بنا، قال الحافظ:"وفيه إطلاق ذلك مجازا". قوله:"بالحديبية"بتخفيف يائها وقد تثقل.

قوله: على إثر بكسر الهمزة وسكون الثاء المثلثة على المشهور وهو ما يعقب الشيء.

قوله:"سماء"أي مطر.

قوله:"فلما انصرف من صلاته"أي إلى المأمومين.

قوله:"هل تدرون"لفظ استفهام ومعناه التنبيه، وفي النسائي:"ألم تسمعوا ما قال ربكم الليلة"' وفيه إلقاء العالم المسألة على أصحابه ليختبرهم.

قوله:"قالوا: الله ورسوله أعلم"فيه حسن الأدب للمسئول إذا سئل عما لا يعلم أن يكل العلم إلى عالمه، وذلك يجب.

قوله:"أصبح من عبادي مؤمن بي"؛ لأنه نسب الفعل إلى فاعله الذي لا يقدر عليه غيره.

1 البخاري رقم (846) في الأذان: باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم , ورقم (038 1) في الاستسقاء: باب قول الله تعالى: (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون) ، ورقم (4147) في المغازي: باب غزوة الحديبية , ورقم (7503) في التوحيد: باب قول الله تعالى: (يريدون أن يبدلوا كلام الله) ، ومسلم رقم (71) في الإيمان: باب بيان كفر من قال: مطرنا بالنوء , وأبو داود رقم (06 39) في الطب: باب في النجوم , والنسائي 3/ 165 في الاستسقاء: باب كراهية الاستمطار بالكوكب , وأحمد في"المسند 4/117."

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام