فمثلا حديث غدير خم (1) الذي يجعلونه ديدنهم يزيدون فيه، فحديث غدير خم فيه: أنه ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ حمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال: « أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي » (2) هذا هو الثابت، ولكن لم يقتصروا عند هذا، بل صاروا يضيفون إليه زيادات مكذوبة حتى ألفوا كتبًا في هذا الحديث، وجعلوه بألفاظ عديدة، فقالوا: إنه قال: « مَن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال مَن والاه، وعاد من عاداه » (3) .
(1) غدير خم: موضع بين مكة والمدينة تصب فيه عين هناك، وبينهما مسجد للنبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ. النهاية 2 ـ81، وشرح النووي على مسلم 16 ـ 176 ومعجم البلدان 2 ـ 445.
(2) صحيح مسلم (2408) .
قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 4 ـ 418) : وأما قوله يوم غدير خم: « أذكركم الله في أهل بيتي » فليس من الخصائص، بل هو مساو لجميع أهل البيت. وهؤلاء هم أبعد الناس عن هذه الوصية؛ لأنهم يعادون العباس وذريته، بل يعادون جمهور أهل البيت، ويعينون عليهم الكفار.
(3) انظر كلام العلماء في بطلان هذه الزيادات في مجموع الفتاوى 4 ـ 417.