الصفحة 4 من 24

لما كان سلمان من الفرس جعلوه هو الحاجب على الله، وجعلوا عليًّا هو الله؟ وحيدرة اسم علي في قوله لما كان يقاتل في خيبر:

أنا الذي سمَّتني أُمِّي حَيْدَرهْ (1) * * * كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ المَنْظَرَهْ

أُوَفِّيهمُ بالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ (2) (3) * * *

فصار هذا الاسم عَلمًا عليه، فهم يقولون: لا إله إلا علي لا إله إلا حيدرة، وهذا الاعتقاد مشهور فيهم، هؤلاء هم بقية ورثة ابن سبأ السبئيون ويقال لهم: الغلاة.

ولما قُتل علي ـ رضي الله عنه ـ اعتقدوا أنه لم يُقتل، بل قالوا: إنه رفع في السحاب، واعتقدوا أنه سوف يرجع، فلذلك يقال لأحدهم: فلان يؤمن بالرجعة، ولا يزال كثيرٌ منهم يؤمنون بالرجعة إلى اليوم.

في بعض الكتب الجديدة يذكر بعضهم أنه جاءه أحد علمائهم وقال: إني ألفت كتابًا، قال: في أي شيء؟ قال: في الرجعة، فقال: كيف تكون الرجعة، وقد قُتل علي رضى الله عنه؟ وكيف يرجع وقد قال الله تعالى: ? وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ? [ سورة المنافقون الآية 11 ] .

فقال: قد آمن بها أسلافنا ومشايخنا وقد كتبوا فيها. فقال: كل ذلك خطأ، أتقلد في الخطأ؟ فقال: بل أنت المخطئ، فلما رأى أنه مشدد في الإنكار ذهب ذلك المؤلف وهو يقول: واإسلاماه ! واإسلاماه!! بمعنى أنه لم يجد من يؤيده، أو لم يؤيده هذا الشيخ على الإيمان بالرجعة.

(1) اسم للأسد، وكان علي رضي الله عنه قد سمي أسدًا في أول ولادته باسم جده لأمه أسد بن هشام بن عبد مناف وكان أبو طالب غائبًا فلما قدم سماه عليًّا. شرح النووي على مسلم 12 ـ 185 .

(2) أي: أقتل الأعداء قتلًا واسعًا ذريعًا، والسندرة مكيال واسع وقيل هي العجلة أي أقتلهم عاجلا، وقيل مأخوذ من السندرة وهي شجرة الصنوبر يعمل منها النبل والقسي. شرح النووي على مسلم 12 ـ 186.

(3) الأبيات في قصة فتح خيبر. صحيح مسلم (1807) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام