فهرس الكتاب
الصفحة 9 من 19

قلوبهم واسترسلوا معه حتى وصل بهم الأمر إلى ذلك - والعياذ بالله - وكذلك مثل هذا الإشكال الذي أورده هذا الفاضل فإنه إن لم يبادر بالعلاج النافع المبني على الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة فإنه ستكون له عواقب وخيمة وآثار سيئة عظيمة، بل ولا أكون مبالغاً إن قلت إنه سيتحول من كونه تمثيلاً ذهنياً إلى اعتقاد قلبي، كل ذلك إذا لم يبادر بالعلاج النافع, فياليت هذا الأستاذ سكت وأقفل فاه عن طرح هذا الإشكال, ولكن أظنه أصلاً قد أشكل على هذا الفاضل ولم يجد له جواباً فطرحه على الطلاب ليرى هل هم يشاركونه في طروء ذلك على الذهن أم لا؟ وإلا فما لنا ولهذه التساؤلات البدعية التي تضرب في صفاء المعتقد فتكدره فحسبنا الله ونعم الوكيل على مثل هؤلاء الذين يوقعون العوام والمبتدئين من طلاب العلم في مثل هذه المزالق الخطيرة والحفر العميقة, فنسأل الله تعالى أن يعافينا وإخواننا من كل سوء وبلاء والله أعلم والمقصود من هذا الفصل أن تعلم أموراً:-

الأول:- أن هذه الواردات إنما هي من الشيطان .

الثاني:- إنها لا تضر الإنسان ما دامت في حيز الذهن ما لم يقارنها كلام أو عمل.

الثالث:- أن الواجب هو مجاهدتها بالطرق الشرعية ومن ذلك الاستعاذة وقراءة سورة الإخلاص والتركيز على قوله تعالى { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ } كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى, والتفل عن اليسار وقول (( آمنت بالله ورسوله ) )وكذلك الانتهاء عن مثل هذا التفكير .

الرابع:- أن الإنسان إن لم يبادرها بالعلاج الشرعي فإنها ستكون شبهاً قلبية بعد أن كانت شبهاً ذهنية, والله أعلى وأعلم .

( فصل )

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام