وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ فنعوذ بالله منه ونسأل الله تعالى باسمه الأعظم أن يكفيناه بما شاء إنه هو السميع العليم، والله أعلم, وفي صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول (( لا يزال الناس يسألون عن العلم حتى يقولوا هذا الله، فمن خلق الله ) )قال أبو هريرة:- فبينما أنا في المسجد إذ جاء قوم فقالوا يا أبا هرة هذا الله خلقنا فمن خلق الله؟ قال: فأخذ حصىً من المسجد فرماهم به وقال:- قوموا قوموا صدق خليلي - صلى الله عليه وسلم -، وفي رواية قال:- فأخذ بيد رجل وقال: صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد سألني واحد وهذا الثاني، فانظر إلى قوله (( يسألون عن العلم ) )فالمبدأ مطلوب وهو السؤال عن العلم لكن الغلو في السؤال وتجاوز الحد إلى أن نسأل عن الشيء الممنوع فهذا لا يجوز وهو مفض إلى مثل هذه التساؤلات القبيحة، فالحل فيها قطعها من أول الطريق وعدم الخوض فيها - حمانا الله وإياك من كل مكروه - فإذا كان هذا السؤال العظيم:- من خلق الله؟ حصل في عهد الصحابة وسئل عنه أبو هريرة مع أنه عصر العلم فما بالك في زماننا الذي قل فيه العلم وذهب عنه رجاله وأبعدوا عن الساحة، فلا شك أن الغربة أعظم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وفي الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (( إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي التأذين أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول له:- اذكر كذا واذكر كذا لما لم يكن يذكر من قبل حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى ) )فعدو الله حريص كل الحرص على إلقاء ما يفسد الاعتقادات والأعمال فمن لم يبادر بالعلاج الشرعي الصحيح فإنه سيكون من الهالكين كهؤلاء الذين سألوا أبا هريرة هذا السؤال القبيح فإنهم رضوا بما ألقاه الشيطان في