فهرس الكتاب
الصفحة 7 من 19

خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستغذ بالله ولينته ))"متفق عليه"فانظر كيف يتدرج بالعبد حتى يوصله إلى نهاية المطاف التي لا جواب عنها ولا خروج من مأزقها إلا بالاستعاذة والانتهاء أي ترك ذلك والابتعاد عن أسبابه فإن كان الذي وصل إلى هذه المرحلة فارغاً فليشتغل بشيء وإن كان صامتاً فليتكلم بشيء ولو بحديث الدنيا وإن كان وحيداً فليطلب أحداً يجلس معه، المهم أنه يقطع أسباب التفكير مع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وفي بعض الروايات (( وليقرأ قل هو الله أحد ) )فإن هذه السورة العظيمة فيها إجابة هذا السؤال الشيطاني وهو قوله تعالى { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } فهو أحد في ذاته وصفاته وأفعاله وألوهيته وملكه وسلطانه لا شريك له ولا ند له، ولذلك في قوله { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } فلا أصول له ولا فروع وذلك لكمال غناه عن كل أحد فلا صاحبة له ولا ولد، لأنه الغني عن كل أحد، ولأنه المتفرد بالربوبية والأولوهية والملك والقهر والسلطان فلا ولد أورثه ذلك ولا ولد يشاركه في الملك والإلهية، جل وعلا وتقدس { سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ } و { وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } فمثل هذه الوساوس الشيطانية تعالج بمثل ذلك ولا طريق لعلاجها إلا ذلك فإنه بالاستعاذة يتصاغر عدو الله حتى يكون كالذباب ويخنس عن القلب وإلا فكما في الحديث (( إن الشيطان فاغر فاه على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس وإذا لم يذكر الله التقم قلبه ) )وإنه قد أخذ العهد على نفسه وأقسم بعزة الله أن يغوينا أجمعين إلا عباد الله المخلصين وقال الله عنه قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام