فهرس الكتاب
الصفحة 6 من 19

ثم اعلم رحمنا الله وإياك وجنبنا أسباب الزيغ والهلاك وجعل جنة الفردوس مأوانا ومأواك أن هذا الوارد في ذهن البعض عند سماع شيء من صفات الله تعالى إنما هو من إلقاء الشيطان على النفس والعقل, وهو من وسوسة الوسواس الذي يوسوس في صدور الناس, فإن الله جل وعلا جعل للشيطان قدرة على أن يلقي في عقل ابن آدم وقلبه ما يلقيه من الإحياء بالشر والتكذيب بالحق, وهذا من أوجه البلاء والفتنة جنبنا الله وإياك الفتن ما ظهر منها وما بطن, فالشيطان له سبيل على مثل ذلك, فما يجده الإنسان من ذلك إنما هو مما يوحي به الشيطان على القلب وهو من حديث النفس الذي لا يؤاخذ الله عليه ما لم يقارنه كلام أو عمل أو رضاً أو استرسال أما إذا قارنه المجاهدة والاستعاذة بالله منه فإنه يكون أجراً وثواباً لقوله تعالى { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } وقال - صلى الله عليه وسلم - (( إن الله تبارك وتعالى تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) )فهذا من حديث النفس المعفو عنه شرعاً ولله الحمد والمنة وقال عليه الصلاة والسلام (( إن للملك لمة وللشيطان لمة فأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق وأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق ) )وهذا الوارد إنما هو من لمة الشيطان فيعامل بما يذهبه من الاستعاذة والتفل عن اليسار ثلاثاً وقراءة سورة الإخلاص والانتهاء عنه وإبدال المجلس ونحو ذلك، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (( ما منكم من أحد إلا قد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة ) )قالوا:- حتى أنت يا رسول الله قال (( حتى أنا ولكن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ) )وشياطيننا لم تسلم فلا تأمرنا إلا بالشر وهذا الوارد على الأذهان إنما هو من أمرها لنا بالشر وقال عليه الصلاة والسلام (( يأتي أحدكم الشيطان فيقول:- من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول من

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام