فمن المعلوم أن النصارى قبحهم الله جعلوا المسيح ابن الله ، وجعلوا مريم إلها . قال تعالى: {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق} [المائدة] فبين الله في هذه الآية أعلى مرتبة وصل إليها عيسى وأمه فأخبر سبحانه أن المسيح رسول وأن أمه صديقة فلو كانت مرتبة لمريم ـ عليها السلام ـ أرفع من هذه وهي النبوة وبعدها الرسالة لذكر الله ذلك وسيأتي مزيد لهذا في الفروق بين الأنبياء والرسل .
2-لا يكون من الملائكة بل من البشر . قال تعالى: {قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا} [الإسراء] .
وقال تعالى: {وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون} [الأنعام] .
نعم الملائكة رسل من الله إلى رسل الإنس . قال تعالى: {الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس} [الحج] .
3-لا يكون من الجن . قال تعالى: {الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس} والقول الراجح أن الجن لا يدخلون في لفظ الناس .
ومن الأدلة على ذلك أن الجن يتلقون الإسلام من الأنبياء والرسل البشريين . قال تعالى: { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأحقاف] .
فلو كان مع الجن رسل منهم تخصهم لما كانوا متلقين للشريعتين الموسوية والمحمدية . وأما قوله تعالى: {يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم} [الأنعام] .