الوجه الثاني: حوارات المعاصرين لنزول القران من المشركين وأهل الكتاب ومن على شاكلتهم إلى قيام الساعة.
ومن ذلك - على سبيل المثال - الحوار مع أهل الكتاب في سورة البقرة الآيات (135 - 141) ، وسورة آل عمران الآيات (61 - 71، 83) .
الوجه الثالث: حوارات ستحدث في المستقبل أخبر الله عز وجل بها للتفكر والاعتبار.
ومن ذلك:
1 -حوار أهل الجنة وأهل النار في سورة الأعراف الآيات (44 - 51) .
2 -حوار أهل النار مع بعضهم كما ورد في سورة سبأ الآيات (31 - 33) ، سورة ص الآيات (59 - 64) ، وسورة غافر الآيات (47،48) .
3 -حوار الله عز وجل والملائكة مع أهل النار كما ورد في سورة المؤمنون الآيات (105 - 115) ، وسورة الزمر الآيات (71،72) ، وسورة غافر الآيات (49،50) .
4 -حوار المنافقين مع المؤمنين كما ورد في سورة الحديد الآيات (14،13) .
المطلب الثالث
أطراف الحوار في القران الكريم
إن الناظر في حوارات القران الكريم يرى أنها قامت بين أطراف متنوعة ومتعددة فوجدنا فيها حوارات مع الله عز وجل وحوارات من الأنبياء عليهم السلام وحوارات مع الملائكة وحوارات مع الصحابة رضي الله عنهم وحوارات مع أهل الكتاب وحوارات مع المشركين وحوارات مع المنافقين والأعراب وحوار للإنسان مع الإنسان وحوارات للجن مع بعضهم.
وسأعرج على التمثيل بالحوار مع الله تعالى دون غيره لضيق المقام.
الحوار مع الله تعالى: الحوار مع الله تعالى إما أن يبدأه عز وجل مع غيره من خلقه وإما أن يبدأه المخلوق معه جل وعلا فهذا النوع من الحوار له صورتان:
الصورة الأولى: حوار الله تعالى مع غيره من المخلوقين.
مثاله: حواره عز وجل مع إبليس في رفضه للسجود لآدم في قوله تعالى {قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ? قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين ? قال أنظرني إلى يوم يبعثون ? قال إنك من المنظرين ? قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ? ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ? قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين} (1)