الصفحة 7 من 31

وهو قريب من الحوار والجدل وقد فسر بعضهم الجدال بالتحاج كما في قوله تعالى {ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم} (4) اى لاتحاجج عن الذين يخونون أنفسهم (5) .

الرابع _ المراء: وردت مادته في القران الكريم في عشرين موضعاً وهي تتردد بين الجحود والشك والجدل المذموم (6) وقد يأتي بمعنى الجدل المحمود كما في قوله تعالى {فلا تمار فيهم إلا مراءً ظاهرا} (7) أي لا تجادل في أصحاب الكهف إلا بما أوحيناه إليك، وهو رد علم عدتهم إلى الله تعالى، وقيل معنى المراء الظاهر: أن تقول ليس كما تقولون ونحو هذا ولا تحتج على أمر مقدر في ذلك. (8)

الصورة الثانية: وجود الحوار حقيقة.

لقد حوى القران الكريم آيات كثيرة تخاطب العقل البشري وتدعوه إلى التفكر والتدبر، هذه المخاطبة بعضها ورد بصيغة القول ومادته التي بلغ مجموعها (1732) مرة تقريبا، كان نصيب (قال) منها (531) مرة قريباً، ونصيب (قل) منها (333) مرة تقريباً (9) ، وهو أمر للنبي صلى الله عليه وسلم أن يخاطب بما بعدها المعاصرين له خاصة المشركين وأهل الكتاب والمنافقين.

وحيث إن الحوار: مراجعة للكلام بين طرفين فقد رأينا تحقق ذلك في كثير مما وردت به مادة (القول) ولكن هذه المراجعات (المحاورات) إذا نظرنا إليها باعتبار وقت وقوعها فإنها تأخذ وجوهاً ثلاثة:

الوجه الأول: حوارات وقت قبل الإسلام أوردها القران للعظة والاعتبار منها على سبيل المثال ما ورد في سورة البقرة:

1 -حوار الله عز وجل مع الملائكة في استخلاف آدم عليه السلام الآيات (30 - 33) .

2 -حوار موسى مع قومه في ذبح البقرة الآيات (67 - 74) .

1 -يراجع: تفسير النسفي 4/ 231. ... 2 - يراجع: تفسير القران العظيم 3/ 89.

3 -يراجع: المعجم المفهرس لألفاظ القران الكريم /194،193. ... 4 - سورة النساء 107.

5 -يراجع: الجامع لأحكام القران 5/ 378 وفتح القدير 1/ 511. ... 6 - يراجع: أدب الحوار والمناظرة /26 - 28، والمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم /665.

7 -سورة الكهف /22.

8 -يراجع: الجامع لأحكام القران 10/ 384 وجامع البيان 15/ 220 والتفسير الكبير 21/ 106 وفتح القدير 3/ 278.

9 -يراجع: معجم مفهرس لألفاظ القران الكريم /554 - 578.

3 -حوار الملأ من بني إسرائيل مع نبيهم حول طالوت الآيات (246 - 249) .

4 -حوار إبراهيم عليه السلام مع النمرود الآية (258) .

5 -الحوار مع عذير عليه السلام الآية (259) .

6 -حوار إبراهيم عليه السلام مع ربه جل وعلا الآية (260) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام