المحاجة لغة: مصدر حاج يحاجه حجة وحجاجا نازعه الحجة، والتحاج التخاصم وحجه يحجه حجا غلبة على حجته في الحديث (فحج آدم موسى) (1) أي غلبه بالحجة (2) .
ومما تقدم يمكن تعريف المحاجة بأنها: التخاصم بين طرفين والتنازع بينهما بقصد الغلبة لأحدهما بالحجة.
رابعاً _ المراء:
المراء لغة: مصدر مارى مراءً ومماراة ناظره وجادله، وماريت الرجل أماريه مراءً إذا جادلته (3) وعلى ذلك يمكن تعريف المراء بأنه: المجادلة بين طرفين لمن جحد أحدهما حق الآخر.
خامساً _ العلاقة بين الحوار والجدل والمحاجة و المراء:
بعد الوقوف على تعريف كل من الحوار والجدل والمحاجة والمراء يتضح لنا ما يلي:
1 -أن المصطلحات الأربعة جميعها لابد لها من طرفين يدور بينهما الحوار أو الجدل أو المحاجة أو المراء.
2 -أن أربعتها فيها مراجعة بين الطرفين.
3 -أن مراجعة الكلام بين الطرفين إن كانت على سبيل المنازعة مع شدة الخصومة كان جدلا، وان كانت بقصد الغلبة لأحدهما بالحجة كان محاجة، وان كانت يجحد حق مقابله كانت مراءً، وان كانت خالية مما تقدم كان حوارا، ومن هنا كان الحوار أعم من الجدل والمحاجة والمراء.
4 -أن الحوار إذا خلا من شدة الخصومة وقصد الغلبة وإنما لإظهار الحق كان هادئا الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق الغاية المنشودة من وراء الحوار غالبا.
5 -أن الجدال إذا خلا من شدة الخصومة وقصد الغلبة كان حوارا وكذلك المراء، وهذا هو
الجدل بالحسنى الذي هو منهج الرسل عليهم السلام ومن على شاكلتهم من الدعاة وأهل العلم
والمفكرين و المصلحين.
1 -جزء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه فيما اتفق عليه الشيخان، يراجع: اللؤلؤ والمرجان 3/ 211 برقم 1700 كتاب القدر باب حجاج ادم وموسى عليهما السلام
2 -يراجع: لسان العرب 2/ 228 والصحاح 1/ 304 والقاموس المحيط 1/ 188 ومفردات غريب القران /106 ومعجم ألفاظ القران / 237.
3 -الصحاح 6/ 2491 ومعجم مقاييس اللغة 5/ 314 والمعجم الوسيط 2/ 866.
المطلب الثاني
صور الحوار في القران الكريم