هذا الحوار بدأه المشركون أو سيبدؤونه دفاعا عن عقيدتهم الباطلة: بأن إشراكهم بالله تعالى مشروع، لأنه بمشيئته جل وعلا، فطالبهم عز وجل بإثبات ذلك، ولم ولن يستطيعوا؟ فبطلت حجتهم، وبان فساد اعتقادهم.
الصورة الثانية: الرد على أسئلة المشركين.
لقد جادل المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من الأمور ووجهوا إليه صلى الله عليه وسلم أسئلة عديدة في موضوعات مختلفة ومنها:
قوله تعالى {يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (2)
في هذه الآية الكريمة سأل مشركو مكة عن القتال في الشهر الحرام يعيرون النبي صلى الله عليه وسلم بأنه استحل حرمة الشهر الحرام حينما قتلت سرية عبد الله بن جحش رضي الله عنه عمرو بن الحضرمي في أول ليلة من رجب معتقدين أنهم في جمادى الآخرة.
فأمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم أن يرد عليهم بأن هذا الذي أنكرتموه على المسلمين وإن كان كبيراً في نظركم، فما ارتكبتموه أنتم من الكفر بالله - تعالى - والصد عن سبيله وعن بيته الحرام، وإخراج المسلمين الذين هم أهله منه، والشرك الذي أنتم عليه، والفتنة التي حلت منكم به أكبر عند الله تعالى من قتالهم في الشهر الحرام. (3)
1 -يراجع: تفسير النفسي 2/ 39، وتفسير القران العظيم 2/ 174،173، وتفسير المراغي 8/ 63،62، والمنتخب من تفسير القران الكريم /199.
2 -سورة البقرة 217.
4 -يراجع: بدائع التفسير 1/ 393، تفسير البغوي 1/ 188 - 190، وتفسير القرآن العظيم 1/ 221، وزاد المسير 1/ 236.
المطلب الثاني
محل الحوار مع المشركين في القران الكريم
لقد اختلفت موضوعات ومحاور الحوار مع المشركين في القران الكريم وتنوعت إلى موضوعات عدة كان أكثرها تكراراً هذه الموضوعات الأربعة:
الموضوع الأول: توحيد الله عز وجل.
الموضوع الثاني: البعث والنشور.
الموضوع الثالث: القرآن الكريم.
الموضوع الرابع: التصديق برسالة محمد صلى الله عليه وسلم واصطفائه بها.
وسنوجز القول في كل احد منها عدا الأول فسنفرد له - بإذن الله تعالى - مبحثا ً مستقلاً.