الصفحة 11 من 45

5 -الإسناد للاسم: بمعنى أن يكون الاسم متحدثًا عنه، بأن يكون مثلا مبتدأ وله خبر يتحدث عنه به، أو أن يكون فاعلا أو نائب فاعل ).

(وخلاصة الأمر في ذلك أنه يكفي في تمييز الاسم مجرد قبول علامة من العلامات، كما أنه يكفي من ذلك علامة واحدة فأكثر) . ?ھ [1]

وقد أشار ابن مالك في ألفيته إلى تلك العلامات بقوله:

بالجر والتنوين، والنداء، وأل ... ومسند للاسم تمييز حصل

أي حصل تمييز للاسم من غيره: بالجر، والتنوين، والنداء، وأل، ومسند.

والأسم نوعان:

الأول: اسم مشتق، والمراد بالمشتق أن يكون الاسم دال على معنى (صفة) ، كقولك: الرحمن، الرحيم.

الثاني: اسم جامد (أو غير مشتق أو محض) ، والمرادُ بالجامدِ أن يكون الاسم لا يتضمن معنى (صفة) ، كقولك: (الدهر، فالدهر اسم جامد لا يتضمن معنى، لأنه اسم للوقت والزمن، قال الله تعالى عن منكري البعث:(وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) (الجاثية /24) ، يريدون مرور الليالي والأيام) [2] .

الاسم اصطلاحا

الاسم: هو ما دل على ذات الله سبحانه وتعالى مع دلالته على صفة العظمة والكمال والجلال والجمال، (متضمن للصفات المعنوية) ، وثابِت في الكتاب والسنة.

وكل لفظ يقتضي التعظيم والكمال والجلال والجمال؛ لا يكون إلا لله تعالى دون غيره، وما يطلق على الله تعالى من الأسماء لا بُدّ أن يكون في غاية الحسن؛ لأنّ الله تعالى له أحسن الأسماء وأعلاها، كما قال تعالى: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (الأعراف /180) ، وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، فهي إعلام وأوصاف، إعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني، وأن كل اسم من أسماء الله تعالى فهو متضمن لصفة وليست كل صفة متضمنة لاسم، ولهذا كانت الصفات أوسع من باب الأسماء، فالاسم ما دل على معنى وذات، والصفة ما دل على معنى. وأسماء الله تعالى كلها مشتقة ليس فيها اسم جامد، فهي أسماء مدح، ولو كانت ألفاظا مجردة لا معاني لها لم تدل على المدح. فلا يجوز أن يكون من أسمائه أعلام جامدة لأنّه لا دلالة فيه على شيء من الحسن أصلاً.

والاسم ما حصل به تعيين المسمى، وأي اسم دعوت به فانك قد دعوت الله عز وجل، قال تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) (الإسراء /110) .

وحاصل كلام أئمة السنة والجماعة في تعريف أسماء الله تعالى الحسنى أنها:

(كلمات شرعية تدل على ذات الله تعالى تتضمن إثبات صفات الكمال المطلق له جل وعلا، وتنزيهه سبحانه عن كل عيب ونقص) . [3]

وأهل السنة يؤمنون بأن كل اسم من أسماء الله يدل على معنى الذي نسميه (الصفة) , فلذلك كان لزاماً على من يؤمن بأسماء الله تعالى أن يراعي الأمور التالية:

أولاً: الإيمان بثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.

ثانياً: الإيمان بما دل عليه الاسم من المعنى أي (الصفة) .

ثالثاً: الإيمان بما يتعلق به من الآثار والحكم والمقتضى؛ وهو وجوب خشية الله, ومراقبته, وخوفه, والحياء منه عز وجل.

(1) باختصار من: النحو المصفى/ محمد عيد، الناشر مكتبة الشباب، بدون تاريخ، ص 8 - 10.

(2) أنظر غير مأمور: القواعد المثلى/ للشيخ ابن عثيمين، القاعدة الثانية، وشرح القصيدة النونية / للشيخ محمد خليل هراس 2/ 136.

(3) الماتريدية وموقفهم من توحيد الأسماء والصفات / الشمس السلفي، بدون تاريخ، (2/ 449) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام