وفِي مُسْنَدِ اَلْبَزَّارِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: - مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ نَفَعَتْهُ يَوْمًا مِنْ دَهْرِهِ ، يُصِيبُهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَهُ - (1)
(1) - أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء باب قوله عز وجل: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم} 4/139 . ومسلم في كتاب الإيمان باب الدليل على أن مَن مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا رقم (46) . قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ص72 قوله:"من شهد أن لا إله إلا الله"أي: مَن تكلم بهذه الكلمة عارفًا لمعناها، عاملا بمقتضاها باطنًا وظاهرًا ، كما دلَّ عليه قوله تعالى: { فاعلم أنه لا إله إلا الله } [محمد:20] وقوله: { إلا من شهد بالحق وهم يعلمون } [ الزخرف: 87 ] أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا عمل بمقتضاها قال ذلك غير نافع بالإجماع . وفي الحديث ما يدل على هذا. وهو قوله"من شهد"إذ كيف يشهد وهو لا يعلم ، ومجرد النطق بشيء لا يسمى شهادة به . ثم قال ص78 فمن قال هذه الكلمة عارفًا لمعناها ، عاملاً بمقتضاها من نفي الشرك وإثبات والوحدانية لله مع الاعتقاد الجازم لما تضمنته من ذلك والعمل به، فهذا هو المسلم حقا ، فإن عمل به ظاهرًا من غير اعتقاد فهو المنافق ، وإن عمل بخلافها من الشرك فهو الكافر، ولو قالها. ألا ترى أن المنافقين يعملون بها ظاهرًا وهم في الدرك الأسفل من النار، واليهود يقولونها وهم على ما هم عليه من الشرك والكفر، فلم تنفعهم، وكذلك مَن ارتد عن الإسلام بإنكار شيء من لوازمها وحقوقها فإنها لا تنفعه، ولو قالها مائة ألف. فكذلك من يقولها ممن يصرف أنواع العبادة لغير الله ، كعُبَّاد القبور والأصنام فلا تنفعهم ولا يدخلون في الحديث الذي جاء في فضلها وما أشبهه من الأحاديث . وقد بيَّنَ النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك بقوله:"وحده لا شريك له"تنبيهًا على أن الإنسان قد يقولها وهو مشرك كاليهود والمنافقين وعباد القبور. انتهى .