المسألة الثانية:- كيف تعرف البدعة المكفرة؟ أقول وبالله التوفيق ومنه أستمد الفضل والعون وحسن التحقيق:- تعرف البدعة المكفرة بعدة أمور:- الأول:- أن يكون حقيقتها صرف تعبدٍ لغير الله تعالى، فإن هناك من البدع ما يكون تعبداً لغير الله تعالى، ذلك لأن المتقرر في قواعد المسلمين أن التعبدات حق صرف محض لله تعالى لا تصرف لا إلى ملكٍ مقرب ولا إلى نبي مرسل ولا إلى ولي صالح فضلاً عن الأشجار والأحجار والكهوف والجن والشياطين وغيرهم، فالعبادة حق خالص لله تعالى، فإذا اخترع المسلم فعلاً أو قولاً وكان حقيقة هذا القول أو هذا الفعل تعبداً لغير الله تعالى فإنها من البدع المخرجة عن الملة وذلك كالاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، واتخاذ الوسائط فيما بينه وبين الله يدعوهم في كشف الملمات وتفريج الكربات وكدعاء أصحاب القبور والاستنجاد بهم وكالذبح والنذر لهم وكالطواف بقبورهم بقصد التعظيم والتقرب لهم وكالذبح للأحياء بنية التعبد بهذا الذبح لهم، وكالاستعاذة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، وكاعتقاد إمكانية التصرف في الكون لأحد من الأحياء أو الأموات فإن بعض المبتدعة يعتقد أن وليه الذي يعظمه له تصرفات خفية في الكون من رد الغائب أو نصر المظلوم أو تفريج الكربة أو إنزال مطرٍ أو هزيمة عدو أو كشف داهية من دواهي الزمان ونحو ذلك وهذا كفر أكبر مخرج عن الملة، فهذا وإن كان بدعة إلا أنها توصل صاحبها إلى الكفر الأكبر بل هي داخلة في حد الشرك الأكبر لأن حقيقتها صرف التعبد لغير الله تعالى، وكالاعتقاد أن التميمة تدفع البلاء بذاتها، وكالاعتقاد أن النوء جالب للمطر بذاته وكالتبرك بالأشجار أو الأحجار أو بعض الأماكن أو القبور مع اعتقاد أنها هي الجالبة للبركة بذاتها، فكل ذلك من البدع لكنها بدع مكفرة، لأنها تتضمن صرف التعبد لغير الله تعالى، وكالاعتكاف عند أصحاب القبور الليالي ذوات العدد لنيل