الصفحة 11 من 88

الحسن العسكري في سرداب سامراء، وهذه الفادحة المضحكة تعود على أصل الشرع بالإبطال، وكبدعة إنكار وجود الرب جل وعلا، وكبدعة تأليه بعض الأولياء كل ذلك يعود على أصل الشرع بالإبطال وهو كفر صريح وردة متناهية، بل بعضها أشد كفراً من كفر اليهود والنصارى، وكبدعة الاتحادية في أن الله متحد بالعالم، فهما عين واحدة وإن اختلفا في بعض الظواهر، ونتج من ذلك أن كل ما نراه عين واحدة وإن اختلفت صفاتها فالخمر والماء عين واحدة، والزوجة والأم عين واحدة والأرض والسماء عين واحدة وهكذا مما لا يقره عقل ولا فطرة فضلاً عن الشرع وهذا كله يعود على أصل الشرع بالإبطال، وكبدعة تجويز صرف العبادات للأولياء والصالحين فإن هذا يعود على أصل الشرع بالإبطال لأن الشرع إنما جاء لتوحيد الرب جل وعلا بالتعبدات وعلى ذلك اتفقت رسالات الرسل، فاشدد على هذا الضابط بيديك فإنه مهم جداً في التعرف على البدعة المكفرة .

الرابع:- إذا نص أئمة أهل السنة والجماعة على بدعة بعينها بأنها مكفرة فإنها تكون كذلك وهذا يعرف بتتبع أقوال الأئمة في أنواع البدع كما قال نعيم بن حماد شيخ البخاري:- من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وكما قال الأئمة:- من قال بخلق القرآن فقد كفر، وكما قالوا:- من أنكر علم الله فقد كفر، وكما قالوا:- ناظروهم في العلم - أي في علم الله تعالى - فإن أقروا به فلجوا وإن أنكروه كفروا - أي أهل البدع - وكما قال ابن عمر فيمن يزعم أن لا قدر وأن الأمر أنف:- فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم براءٍ مني والذي يحلف به عبدالله ابن عمر لو أنفق أحدهم مثل أُحدٍ ذهباً ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر، وكما قالوا:- من وقف في القرآن بالشك فهو كافر، وكما قالوا:- من اتهم عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد كفر، وغير ذلك من النصوص التي يعرفها أهل العلم والله أعلم .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام