الثالث:- أن تعود على أصل الشرع بالإبطال، وهذه طامة وعظيمة من العظائم فإن هناك من البدع والمقالات والاعتقادات ما يعود على أصل الدين بالإبطال والنسف، كبدعة سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن حقيقة هذا السب نسف الشرع وإبطاله إذ أنهم الواسطة بيننا وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في معرفة الشرائع فإذا كانوا يستحقون السب فإنهم ليسوا بأهل أن يؤخذ عنهم الشرع وهذا يعود على أصل الدين بالإبطال، وكذلك بدعة تكفير الصحابة، وكبدعة تقديم العقول على النقول، فما أثبته العقل فهو الثابت وإن لم يدل عليه الشرع، وما نفاه العقل فإنه منتف وإن وردت به الأدلة المتواترة وهذا يعود على أصل الشرع بالإبطال، وكبدعة الباطنية في اعتقادهم أن نصوص الشرع لها ظاهر وباطن وأن الظاهر ما يفهمه العامة وأن الباطن ما لا يفهمه إلا خواصهم فهذا يعود على الشرع بالإبطال، وكبدعة اعتقاد ثبوت النبوة لأحدٍ بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤخذ عنه الشرع فإن هذا الاعتقاد يتضمن نسف الشرع وإبطال الدين، وكبدعة اعتقاد الرافضة في عصمة أئمتهم وأن ما قالوه دين وشرع وحق لا يناقش فيه وهذا يعود على أصل الدين بالإبطال وكبدعة غلاة الصوفية في إسقاط الشرائع عن بعض أوليائهم إذا بلغوا مرتبة معينة فإن هذا يعود على أصل الشرع بالإبطال، وكبدعة غلاتهم في وقف أمور التعبد على الكشف والذوق فما أقره الكشف والذوق فهو العبادة وإن لم يأت به دليل من الشرع وما نفاه الكشف والذوق فليس بعبادة وإن وردت به الأدلة المتواترة فهذا يعود على أصل الشرع بالإبطال وكاعتقاد بعض غلاة الرافضة ألوهية علي أو أن جبريل أخطأ في إنزال الرسالة على محمد - صلى الله عليه وسلم - وأنها كانت أصلاً لعلي فهذا يعود على أصل الشرع بالإبطال، وكاعتقاد غلاتهم أن المصحف الذي بين أيدي المسلمين اليوم ليس هو المصحف الحقيقي، بل المصحف الحقيقي هو مصحف فاطمة وأنه الآن مع محمد بن