الصفحة 6 من 20

ولكي يتم المعنى الحقيقي للتوكل لا بد من الأخذ بالأسباب التي تعين على تحقيق المراد، والله تعالى أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل، فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة لله، والتوكل بالقلب عليه إيمان به، وقد قال الله تعالى مخاطبًا المؤمنين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71] ، وقال لنبيه: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [آل عمران: 159] .

والتوكل حال النبي - صلى الله عليه وسلم -، والكسب سنته، فمن عمل على حاله فلا يتركن سنته.

وقيل: «عدم الأخذ بالأسباب طعن في التشريع، والاعتقاد في الأسباب طعن في التوحيد» .

وقال يوسف بن أسباط: «اعمل عمل رجلٍ لا ينجيه إلا عمله، وتوكل توكل رجل لا يصيبه إلا ما كُتب له» .

وعلى هذا يكون من تمام التوكل الأخذ بالأسباب مع عدم الركون إليها، وقطع تعلق القلب بها، فيكون حال بدنه القيام بها، وحال قلبه قيامه بالله لا بها.

أثر التوكل في بثَّ السكينة في النفس والشعور بالقوة:

التوكل عند المؤمن عمل وأمل مع هدوء قلب وطمأنينة نفس، واعتقاد جازم بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ويؤمن أنه أوى

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام
. . .
فضلًا انتظر تحميل الصوت