فهرس الكتاب
الصفحة 7 من 39

المبحث الأول: نور الإسلام

المطلب الأول: مفهوم الإسلام

الإسلام لغة: الانقياد والإذعان، أما في الشرع، فلإطلاقه حالتان:

الحالة الأولى: أن يطلق على الإفراد غير مقترن بذكر الإيمان، فهو حينئذٍ يُراد به الدين كله: أصوله، وفروعه: من اعتقاداته، وأقواله، وأفعاله، فتبيّن بذلك أن الإسلام عند إطلاقه مفردًا: هو الاعتراف باللسان، والاعتقاد بالقلب، والاستسلام لله في جميع ما قضى وقدَّر، كما ذُكِرَ عن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - في قوله [1] : {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [2] ، وكقوله - عز وجل: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ الله الإِسْلاَمُ} [3] ، وقوله تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [4] ، وقوله - سبحانه وتعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [5] .

فظهر أن الإسلام: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.

الحالة الثانية: أن يطلق الإسلام مقترنًا بذكر الإيمان، فهو حينئذ يراد به الأعمال، والأقوال الظاهرة، وبه يحقن الدم، سواء حصل معه الاعتقاد،

(1) انظر: مفردات ألفاظ القرآن، للعلامة الراغب الأصفهاني، مادة (( سلم ) )، ص423، ومعارج القبول، للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي، 2/ 595.

(2) سورة البقرة، الآية: 131.

(3) سورة آل عمران، الآية: 19.

(4) سورة المائدة، الآية: 3.

(5) سورة آل عمران، الآية: 85.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام