الصفحة 63 من 146

لأنهم رسل بالأوامر الكونية والشرعية. والقدرةُ والتدربير وتسخير المخلوقات كل ذلك لله وحده، وهو من أدلة توحيده وإلهيته، وصرف الوجوه إليه، والإعراض عما سواه.

قال تعالى في حق الملائكة: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ} . إلى قوله {كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} . [الأنبياء:26-29] . وقال في شأن جبريل وغيره من الملائكة {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} . [مريم:64] .

فتأمل ما في هذا القول من كمال العبودية، ومتابعة الأمر، والبراءة من الملكة والحول والقوة، والاعتراف له تعالى بذلك.

فاستدل بعموم الربوبية، ثم قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} ثناء عليه تعالى بإثبات العلم، ونفي ما يضاده، أو ينافي كماله.

قال تعالى في حق المسيح: {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} . الآية [النساء:172] .

والمقصود أن تسخير الملائكة، وتدبيرها، وإرسالها من أدلة إلهيته تعالى، واستحقاقه لأن يعبد وحده لا شريك له.

* ومن العجب أن هذا العراقي زعم هنا أن ابن القيم قال في كتاب"الروح"وابن تيمية قال في كتاب"الفرقان": إن أرواح الموتى تدبر. وقد برأهما الله، وحماهما من ذلك، بل هما من أبعد خلق الله عن هذه الأقاويل الجاهلية الشركية، ومن أشدهم نهياً عنها، وإبطالاً

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام