يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ» (1) .
وحديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ - عز وجل -» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَرَى رَبَّنَا؟ قَالَ: فَقَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ نِصْفَ النَّهَارِ؟» قَالُوا: لا، قَالَ: فَتُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ قَالُوا: لا، قَالَ: «فَإِنَّكُمْ لا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، إِلا كَمَا تُضَارُّونَ فِي ذَلِكَ» (2) .
• ومن المسائل التي يحسن ذكرها في هذا المقام ما يلي:
-المسألة الأولى: ما الطوائف التي أنكرت الرؤية؟
أحدها: أن نفي الرؤية الوارد في الآية إنما هو في الدنيا؛ لأن موسى - عز وجل - طلب رؤية ربه - عز وجل - في الحياة الدنيا.
الثاني: أن قولهم: إن (لن) هنا للنفي المؤبد ليس إلا مجرد دعوى فقد قال تعالى حكاية عن الكفار: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا} [البقرة:95] ، وهذا في الدنيا فلو كانت (لن) للتأبيد المطلق والنفي المؤبد لما تمنى الكفار الموت في الآخرة كما في قوله تعالى: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزُّخرُف:77] .
(1) أخرجه البخاري رقم (554) ، ومسلم رقم (633) .
(2) أخرجه البخاري رقم (22) ، ومسلم رقم (182) ، وأحمد رقم (10697) ، واللفظ له.