فهرس الكتاب
الصفحة 58 من 111

وَأَقُولُ ...

الشرح

ولذا أهل الإيمان كلهم مجمعون على محبته - رضي الله عنه - بخلاف من في قلبه مرض كالرافضة، ومن يحارب السنة ويسعى إلى إسقاطها، فإنهم يطعنون في أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، ويتهمونه في أمانته، وبعضهم يتهمه في حفظه، ولا شك أن هذا خطير؛ لأن اتهامه - رضي الله عنه - إسقاط لكثير من الأحكام التي نقلها، وإسقاط لجميع ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريقه - رضي الله عنه -، لكن أهل العلم رحمهم الله تصدوا لهم، وألفوا الكتب الكثيرة في الدفاع عن أبي هريرة - رضي الله عنه - (1) .

ومن أراد التوسع فليرجع إلى كتاب مناقب الصحابة في «الصحيحين» ، ومن أوسع وأفضل ما أُلف في هذا الباب كتاب «فضائل الصحابة» للإمام أحمد رحمه الله، وقد خرج محققًا في مجلدين.

قوله: (وَأَقُولُ) يعني بلساني معتقدًا بقلبي.

والقول له إطلاقات: فتارة يطلق ويراد به الرأي، وتارة يطلق فيشمل قول القلب واللسان، كما هو الحال في هذا البيت، ودليل ذلك قوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ} [سورة البقرة: 136] أي: قولوا ذلك بقلوبكم إيمانًا واعتقادًا، وبألسنتكم نطقًا وتلفظًا.

(1) ينظر: كتاب «دفاع عن أبي هريرة» لعبد المنعم صالح العلي العزي، دار القلم، وكتاب: «دفاع عن السنة» لمحمد بن محمد أبي شهبة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام