فهرس الكتاب
الصفحة 292 من 705

ولأحمد بسند جيد عن ابن مسعود مرفوعاً:"إن من شرار النّاس من تُدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد". رواه أبو حاتم في صحيحه.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ثمّ قال:"ولأحمد"أي: لأحمد بن حنبل رحمه الله.

"بسند جيد، عن ابن مسعود مرفوعاً"إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعني: وليس من كلام ابن مسعود، وإنما هو من كلام الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

"إن من شرار النّاس"شرار جمع: شر، وشر أفعل تفضيل، بمعنى أشر، أي: أشدّ الناس شرًّا.

"الذين تدركهم الساعة"أي: قيام الساعة، وذلك عند نفخة الصعق التي يموت بها الخلق- إلاّ من شاء الله-، وهي المذكورة في قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ} صعقوا أي: ماتوا مرة واحدة من أثر الصعقة، إذا نفخ إسرافيل في الصورة النفخة الأولى صعق كل الأحياء، إلاّ من استثنى الله سبحانه وتعالى بقوله: {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ} ، {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} وهذه نفخة البعث. الأولى نفخة الموت، والثانية: نفخة البعث، ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور مرّة ثانية، فيقومون من قبورهم أحياء يمشون: {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} ، وهذا بقدرة الله سبحانه وتعالى، فهاتان نفختان: نفخة الصعق، ونفخة البعث.

وهناك نفخة ثالثة ذكرها الله في آخر سورة النمل: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ} فهذه نفخة الفزع، وبعض العلماء -كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره- يرون أن النفخات ثلاثة:

نفخة الفزع، وهي المذكورة في سورة النمل.

ونفخة الموت. ونفخة البعث. وهما المذكورتان في سورة الزمر.

وبعض العلماء يرى أنه ليس هناك إلاّ نفختان: نفخة الصعق، ونفخة البعث، ونفخة الصعق هذه عندهم هي نفخة الفزع، يفزعون ثمّ يموتون.

فالذين يحضرون هذا الحدث الهائل- وهو: نفخة الصعق- هم شرار الناس، لأن المؤمنين يموتون قبل ذلك، كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"لا تقوم الساعة وفي الأرض من يقول: الله، الله"لأنه إذا كان فيها من يقول: الله، الله، ويذكر الله فالحياة تبقى في

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام