فهرس الكتاب
الصفحة 668 من 832

قريش فإنهم كانوا لا يفعلون ذلك.

وكانوا لا يصلون في ثيابهم، ولا يأكلون من الطعام إلا قوتاً، ولا يأكلون دسماً، فقال المسلمون: يا رسول الله فنحن أحق أن نفعل ذلك، فأنزل الله تعالى هذه الآية، أي:"البسوا ثيابكم وكلوا اللحم والدسم، واشربوا ولا تسرفوا"1.

وقوله: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} الآية.

أي: قل يا محمد منكراً وموبخاً لهؤلاء الجهلة الذين يطوفون ببيت الله عراة، ويحرمون على أنفسهم ما أحل لهم من الطيبات، من حرّم عليكم الطيبات من المآكل والمشارب، أو الملابس المخلوقة لنفعكم؟

ثم أمر الله تعالى نبيه أن يقول لهؤلاء المشركين إنّ هذه الزينة والطيبات الموجودة في الحياة الدنيا، إنّما هي مخلوقة للمؤمنين، وإنْ شاركهم فيها الكفار، وستكون للمؤمنين خالصة يوم القيامة، لا يشاركهم فيها أحد، لأن الله تعالى حرّم الجنة ونعيمها على الكافرين2..

1 انظر: تفسير الطبري 8/163، وأسباب النزول لأبي الحسن الواحدي النيسابوري ص: 129، والتفسير الكبير للفخر الرازي 14/60، وتفسير ابن كثير 2/226-227، ولباب النقول في أسباب النزول للسيوطي ص: 105.

2 تفسير ابن كثير 2/227 بتصرف.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام