فهرس الكتاب
الصفحة 621 من 832

وإظهار الحق ونصرته.

ويرد القرآن الكريم على الاقتراحين السابقين من وجهين، كما جاء في قوله تعالى: {وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ * وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ} 1.

فالوجه الأول: أنه لو أنزل اللهُ تعالى ملكاً كما اقترحوا، لقضي الأمر بإهلاكهم ثم لا ينظرون.. بل يأخذهم العذاب عاجلاً كما مضت به سنة الله فيمن قبلهم.

قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية: ولو أتاهم ملك في صورته، لأهلكناهم، ثم لا يؤخرون طرفة عين، وقال قتادة، يقول: لو أنزل الله ملكاً ثم لم يؤمنوا لعجل لهم العذاب.

وقال مجاهد في قوله: {لَّقُضِيَ الأمْرُ} ، أي: لقامت الساعة2.

وذكر صاحب المنار عن المفسرين في قضاء الأمر هنا عدة وجوه3:

1 سورة الأنعام الآيتان: 8-9.

2 انظر: تفسير ابن جرير الطبري: 7/151-152، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي 6/393.

3 تفسير المنار 7/314-315.

وانظر: تفسير القرطبي 6/393-394.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام