ومن ذلك شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم، وهي كثيرة منها الشفاعة العظمى، وهي الشفاعة في فصل القضاء، وهي المقام المحمود الذي ذكر في قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} 1.
وهي الشفاعة التي يتراجع عنها الأنبياء آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم عليهم السلام، حتى تنتهي إليه صلى الله عليه وسلم2.
ومنها شفاعته صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار من أمته، فيخرج منها أناس بشفاعته صلى الله عليه وسلم، لما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لكلِّ نبي دعوةٌ مستجابة، فتعجّل كلُّ نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامة، فهي نائلةٌ إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئاًَ"3.
1 سورة الإسراء الآية: 79.
2 انظر الحديث في صحيح البخاري بشرح الفتح 11/417 كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار.
ومسلم 1/180 كتاب الإيمان، حديث: 322.
3 صحيح البخاري بشرح الفتح 13/447 كتاب التوحيد، باب في المشيئة والإرادة.
ومسلم 1/189 كتاب الإيمان، حديث رقم: 338، وهذا لفظه.