الصفحة 77 من 291

ويقول الهروي عبد الله الأنصاري المتوفي 481 هـ:

(الزهد أصله تعذيب الظاهر بترك الدنيا) [1] .

وينقل ابن الملقن عن أستاذ الجنيد أنه قال:

(علامة الفقير الصادق أن يفتقر بعد الغنى , وينحط بعد الشهرة) [2] .

وينقل السلمي عن سمنون المحب - وهو من أصحاب السري السقطي - أنه سئل عن الفقير الصادق فقال: (الذي يأنس بالعدم كما يأنس الجاهل بالغنى , ويستوحش من الغنى كما يستوحش الجاهل من الفقر) [3] .

وذكروا عن أبي يزيد البسطامي أنه سئل: بأي شيء نلت هذه المعرفة؟ فقال: (ببطن جائع وبدن عار) [4] .

وأخيرا ذكر الكلاباذي عن الصوفية فقال:

(أنهم قوم تركوا الدنيا فخرجوا عن الأوطان , وهجروا الأخدان , وساحوا في البلاد , وأجاعوا الأكباد , وأعروا الأجساد) [5] .

مع اعترافهم بأن هذه هي المسيحية كما نص على ذلك أبو طالب المكي حيث قال:

(روينا عن عيسى عليه السلام أنه قال:(أجيعوا أكبادكم , وأعروا أجسادكم لعل قلوبكم ترى الله عز وجل) [6] .

فالنصوص في هذا المعنى أكثر من أن تعد وتحصى , وأن يسعها كتاب فهيهات هيهات أن يسعها باب أو جزء من الباب , وكل هذه النصوص تنطق صراحة عن مصدرها الأصلي ومرجعها الحقيقي , ولا علاقة لها بتعاليم الإسلام وإرشاداته , بل أنها مخالفة تماما لتلك , ولكي يسهل على القراء والباحثين المقارنة ذكرنا ما ورد في القرآن والسنة في هذا الخصوص , كما أوردنا قبل ذلك توجيهات مسيحية وتعاليم

(1) منازل السائرين مع العلل والمقامات ص 296 ط إيران 1361 هجري قمري.

(2) طبقات الأولياء لابن الملقن المتوفى 804 هـ ص 152 ط مكتبة الخانجي القاهرة 1973 م.

(3) طبقات السلمي ص 47.

(4) قوت القلوب ص 168 , أيضا الرسالة للقشيري ص 88.

(5) التعرف للكلاباذي ص 29.

(6) انظر قوت القلوب لأبي طالب المكي ج 2 ص 167.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام