-روح القدس - وهو النار التي جاءت في قوله: {أنْ بورك من في النار} أي المتصلين بها) [1] .
وقال أيضا:
(ألأم تر أن موسى لما طلب الرؤية , قيل له: {ولكن انظر إلى الجبل فإنْ استقر مكانه فسوف تراني} : لأن هذا الجبل حائل دائم التحرك , شاغل للنفس. فلما تعدى السانح القدسيّ إلى معدن التخيل , قهره. كما قال الله تعالى: فلما تجلّى ربه للجبل جعله دكا وخرّ موسى صعقا) : انقطع سلطان البشرية بظهور نور الحقيقة , فاصطلمت النفس , وفنيت عن مشاهدة الكثرة بنور القيومية) [2] .
وأما ابن عربي الذي قال فيه الدكتور أبو العلاء العفيفي محللاً أسلوبه التأويلي والتفسيري:
(إنه يحول القرآن بمنهجه الخطير في التأويل إلى قرآن جديد) [3] .
وينقل الشيخ رشيد رضا المصري , عن شيخه محمد عبده رأيه في تفسيره بقوله: (وفيه من النزعات ما يتبرء منه دين الله وكتابه العزيز) [4] .
يقول ابن عربي هذا في تفسير قول الله عز وجل:
{الم} : أشار بهذه الحروف إلى كل الوجود حيث هو كل , لأن (أ) إشارة إلى ذات الله الذي هو أول الوجود ... و (ل) إلى العقل الفعال المسمى جبريل , وهو أوسط الوجود الذي يستفيض من المبدأ , ويفيض إلى المنتهى. و (م) إلى محمد الذي هو آخر الوجود تتمّ به دائرته , وتتصل بأولها , ولهذا ختم) [5] .
ويقول السلمي الذي قال فيه الذهبي:
(أتى السلمي في حقائقه بمصائب وتأويلات باطنية نسأل الله العافية) [6] .
(1) الألواح العمادية لشهاب الدين السهروردي المقتول ص 72 من مجموعة الرسائل الثلاثة له. ط مركز تحقيقات فارسي إيران وباكستان.
(2) أيضا ص 74.
(3) ابن عربي في دراساتي للدكتور أبي العلاء العفيفي الكتاب التذكاري ص 13.
(4) انظر تفسير الظلال ج1 ص 18.
(5) تفسير ابن عربي ج1 ص 5.
(6) تذكرة الحفاظ للذهبي ج3 ص 249. ط القاهرة.