الصفحة 182 من 291

فمن الأولياء من حصّل جميع هذه الأنواع , كأبي يزيد البسطامي , وسهل بن عبد الله , ومنهم من حصّل بعضها) [1] .

ويقول في إحدى رسائله:

(للأرواح الإنسانية إذا صفت وزكت معارج في العالم العلوي المفارق وغير المفارق فينظر مناظر الروحانيات المفارقة , فترى مواقع نظرهم في أرواح الأفلاك ودورانها بها , فينزل مع حكم الأدوار وترسل طرفها في رقائق التنزيلات حتى ترى مساقط نجومها في قلوب العباد , فتعرف ما تحويه صدورهم وما تنطوي عليه ضمائرهم , وما تدل عليه حركاتهم ... وإذا توجهت الأسرار نحو قارئها بفناء وبقاء , وجمع وفرق سقطت عليها أنوار الحضرة الإلهية من حيثها , لا من حيث الذات , فأشرقت أرض النفوس بين يديه فالتفت فعلم ما أدركه بصره وأخبر بالغيب وبالسرائر وبما تكنه الضمائر وما يجري في الليل والنهار) [2] .

ويقول:

(من يكن الحق سمعه وبصره فكيف يخفى عليه شيء) [3] .

وقال:

(يرتقي الوليّ إلى عالم الغيب فيشاهد اليمين ماسكة قلمها وهي تخطط في اللوح) [4] .

و: (من الصوفية من لا يزال عاكفا على اللوح , ومنهم من يشهده تارة تارة) [5] .

ونقل ابن عربي في كتابه عن الجنيد أنه قال:

(العارف هو الذي ينطق عن سرّك وأنت ساكت) [6] .

ولقد بيّن في إحدى كتبه طريق إطلاع الصوفية على الغيب فقال:

(1) شرح المسائل الروحانية لابن عربي المنشور في كتاب ختم الولاية للترمذي الملقب بالحكيم ص 142 , 143 ط المطبعة الكاثوليكية بيروت.

(2) كتاب التجليات لابن عربي ص 22 من مجموعة رسائله ط حيدر أباد دكن الهند 1367 هـ.

(3) التدبيرات الإلهية لابن عربي ص 118 ط ليدن 1336 هـ.

(4) مواقع النجوم لابن عربي ص 82.

(5) أيضا 148.

(6) أيضا 149.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام