الصفحة 138 من 291

أن هؤلاء الثلاثة كلهم كانوا من موطن الشيعة آنذاك , وهو الكوفة.

فأبو هاشم الكوفي الذي فصلنا فيه القول فيما مر لم يرم بالتشيع ولكنه كان من الكوفة الشيعية , ومتهما بالزندقة والدهرية [1] .

أما جابر بن حيان فيذكره ماسينيون بقوله:

(وورد لفظ الصوفي لقبا مفردا لأول مرة في التاريخ في النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي إذ نعت به جابر بن حيان وهو صاحب كيمياء شيعي من أهل الكوفة , له في الزهد مذهب خاص) [2] .

وذكره نيكلسون بقوله:

(جابر بن حيان الكيميائي المعروف كان يدعي جابر الصوفي , وأنه تقلد كما تقلد ذو النون المصري علم الباطن الذي يطلق عليه القفطي مذهب المتصوفين من أهل الإسلام) [3] .

ويذكر المستشرق التشيكوسلاوي بي كراؤس P. KRAUS وم بلسنر M. PLESSNER أن (جابر بن حيان كان من الشيعة الغلاة , ولعله كان من القرامطة أو الإسماعيلية , وكان يرجح مثل النصيرية سلمان على محمد , كما كان يعتقد مثل الغلاة والنصيرية عقيدة تناسخ الأرواح) [4] .

وهذان المستشرقان ينقلان عن جابر بن حيان نفسه أنه يقول:

(إنه أخذ جميع علومه عن جعفر الصادق معدن الحكمة , وأنه ليس إلا الناقل المحض والمرتب) [5] .

وبمثل ذلك قال هولميارد الإنجليزي الذي نشر عديدا من كتب جابر بن حيان [6] .

وأما الشيعة فيعدونه من أعيانهم.

(1) انظر طرائق الحقائق للحاج معصوم علي ج1 ص 101.

(2) انظر دائرة المعارف الإسلامية أردو ج6 ص 419 ط جامعة بنجاب باكستان الطبعة الأولى 1962م , كذلك التصوف لماسينيون ترجمة عربية ص26 ط دار الكتاب اللبناني 1984م.

(3) انظر كتاب في التصوف الإسلامي وتاريخه ترجمة الدكتور أبي العلاء العفيفي ص 11.

(4) انظر دائرة المعارف الإسلامية اردو ج7 ص 6 مقال (بي كراؤس) و (م بلنسر) .

(5) دائرة المعارف الإسلامية اردو ج7 ص6.

(6) انظر مقدمة كتاب الرحمة المنشور هولميارد , وكتاب البيان وغيرهما.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام