7-قال الشارح:-"لا يجوز أن يكون قد حصل له الكمال بعد أن كان متصفاً بضده، ولا يرِد على هذا صفات الفعل، والصفات الاختيارية، ونحوها، كالخلق والتصوير، والإحياء والإماتة.."
-إلى أن قال- وإن كانت هذه الأحوال تحدث في وقت دون وقت.. ولا يطلق عليه أن حدث بعد أن لم يكن. (1) ""
أشار الشارح- في العبارة السابقة- إلى معنى الصفات الفعلية، وقد بيّن المحققون أن الصفات الفعلية قديمة النوع حادثة الآحاد، ومن ذلك ما قرره ابن تيمية بقوله:-
"جاءت أخباره (2) في هذا الباب يذكر فيها أفعال الربّ، كخلقه ورزقه وعدله وإحسانه وإثابته ومعاقبته، ويذكر فيها أنواع كلامه..، ويذكر فيها ما يذكره من رضاه، وسخطه، وحبّه وبغضه، وفرحه وضحكه."
والناس في هذا الباب ثلاثة أقسام:
الجهمية المحضة من المعتزلة ومن وافقهم يجعلون هذا كله مخلوقاً منفصلاً عن الله تعالى.
والكلاّبية ومن وافقهم، يثبتون ما يثبتون من ذلك إما قديماً بعينه لازماً لذات الله، وإما مخلوقاً منفصلاً عنه.
وجمهور أهل الحديث يقولون: بل هنا قسم ثالث قائم بذات الله متعلق بمشيئته وقدرته.
وأكثر أهل الحديث ومن وافقهم لا يجعلون النوع حادثاً، بل قديماً، ويفرقون بين حدوث النوع وحدوث الفرد من أفراده.. (3) ""
وحرر العلامة عبدالرحمن السعدي (4)
(1) . شرح العقيدة الطحاوية 1/96، 97 = باختصار [39] .
(2) . يعني: دلالة الأحاديث على أفعال الله تعالى. انظر: الدرء 2/124-145 .
(3) . الدرء 2/147، 148 = باختصار
انظر: مجموع الفتاوى 6/217
(4) . هو عبدالرحمن بن ناصر السعدي، من كبار علماء الجزيرة العربية في هذا العصر، ولد بعنيزة سنة 1307هـ، وله تلاميذ ومؤلفات نافعة ومتنوعة كثيرة، واشتغل بالتدريس، وتوفي بعنيزة سنة 1376هـ.
انظر: علماء نجد للبسام 2/422، وروضة الناظرين للقاضي 1/219.