فهرس الكتاب
الصفحة 6 من 202

هذا الاعتقاد ـ مع ما فيه من المخالفة ـ مخالفٌ لما كان عليه السلف الصالح من لدن الصحابة ومن بعدهم، حيث لم يزعم أحد منهم أنه اجتمع برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مع حاجتهم الماسة لذلك، ومنزلتهم العالية عنده - صلى الله عليه وآله وسلم -.

6 -هل تعلم أن كل الأوراد، والأذكار، والصلوات، والاحتفالات، والموالد، والحوليات التي لم يتعبد بها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وصحبه الكرام ربهم، والتي لم تكن معروفة لديهم ـ هل تعلم أنها مردودة عليك بحكم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ لأن العبادات توقيفية، لا يجوز الزيادة عليها ولا النقصان؟

قال - صلى الله عليه وآله وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (رواه البخاري ومسلم) .

وقال: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد» . (رواه مسلم) .

لماذا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ لماذا تترك الأذكار والصلوات التي خرجت من فم من لا ينطق عن الهوى - صلى الله عليه وآله وسلم -، وتتمسك بأوراد وأذكار وضعها غيره من البشر؟

قال الإمام النووي - رحمه الله - بعد أن ذكر صيغ الصلاة على الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وصِفَتَها في كتابه (الأذكار1/ 164) : «وأما ما قاله أصحابنا وابن أبي زيد المالكي من استحباب زيادة على ذلك (وارحم محمدًا وآل محمد) ، فهذه بدعة لا أصل لها، وقد بالغ الإمام أبوبكر بن العربي المالكي في كتابه (شرح الترمذي) في إنكار ذلك، وتخطئة ابن أبي زيد، وتجهيل فاعله، قال: لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - علمنا كيفية الصلاة عليه - صلى الله عليه وآله وسلم -، فالزيادة على ذلك استقصار لقوله، واستدراك عليه - صلى الله عليه وآله وسلم -»

7 -هل تعلم أيها الصوفي أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإنما الطاعة في المعروف؟ كما أخبر صاحب الشريعة، وأن ما يشيعه بعض الصوفية: «لا تعترض فتطرد» ، وزعم البعض أنه لو أمره شيخه بدخول النار لدخلها، ولو أمره بالكفر لكفر، لا أساس له في شرع المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم -.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام