فهرس الكتاب
الصفحة 277 من 339

من عماله، كذلك عثمان. وإلا فما الفرق؟ والله سبحانه الموفق للهداية وبه نستعيذ من الضلالة والغواية.

ومنها أن عثمان أدخل الحكم (أبا مروان) بن العاص [1] المدينة وقد أخرجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

والجواب أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - إنما أخرجه لحبه المنافقين وتهيجه الفتن بين المسلمين ومعاونته الكفار، [2] ولما زال الكفر والنفاق بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - وقوي الإسلام في خلافة الشيخين لم يبق محذور من إرجاعه إليها. وقد سبق مما هو مقرر عند الفريقين أن الحكم إذا علل بعلة ثم زالت زال. وعدم إرجاع الشيخين إياه لما حصل عندهما من ظن بقائه

(1) الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، عم عثمان بن عفان، أسلم يوم الفتح، مات سنة 32هـ. الإصابة: 2/ 104. وقال ابن تيمية: «قصة نفي النبي - صلى الله عليه وسلم - للحكم ليست من الصحاح، ولا لها إسناد يعرف به أمرها ... ولم تكن الطلقاء تسكن بالمدينة، فإن كان - صلى الله عليه وسلم - طرده فإنما طرده من مكة لا من المدينة، ولو طرده من المدينة لكان يرسله إلى مكة، وقد طعن كثير من أهل العلم في نفيه وقالوا: ذهب باختياره، وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عزر رجلا بالنفي لم يلزم أن يبقى منفيا طول الزمان، فإن هذا لا يعرف بشيء من الذنوب، ولم تأت الشريعة بذنب يبقى صاحبه منفيا دائما» . منهاج السنة النبوية: 6/ 226.

(2) أي قبل الهجرة والفتح - إن صحت القصة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام