التعليق على مواضع
من كتاب فتح المجيد
لفضيلة الشيخ الدكتور
سفر بن عبد الرحمن الحوالي
1 -أهمية التوحيد
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله... أما بعد:
فنبدأ بإذن الله تبارك وتعالى وبحوله وقوته، في هذه الحلقات العلمية، في شرح كتاب التوحيد ، الموسوم بفتح المجيد ، والتوحيد لا يخفى على أحد من المسلمين أهميته؛ ولكن ربما غفل الإنسان عن أهمية بعض ما يعلم أنه أهم الأمور، مع عامل الزمن والغفلة والتكرار.
فأعظم قضية وواجب، وأعظم ما شرعه الله تبارك وتعالى هو توحيده عز وجل ومعرفته، والرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهو إمام الهدى، وإمام الموحدين، وهو الذي بعثه الله تبارك وتعالى رحمة للعالمين، فدعا إلى الله، وجاهد فيه حق جهاده- إنما جاء ليحقق كلمة التوحيد، ويدعو إليها.
وأعظم ما نهى الله عنه رسوله، وحذره منه؛ هو الشرك، الذي هو ضد التوحيد، فأمره الله تبارك وتعالى بقوله: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ [محمد:19] وقال: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً [النحل:123] وهذا هو التوحيد، ثم قال: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65] .