الصفحة 2 من 165

فالله تبارك وتعالى يخاطب بهذه الآية داعية التوحيد العظيم، وإمام الموحدين، وهو رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ [الزمر:65] فكل الرسل أوحى الله إليهم؛ بهذا الأمر العظيم: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65] فإذا كان الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يحذر رسوله ومصطفاه وخيرته من خلقة محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ من الشرك، فيجب علينا نحن الضعفاء، والذي احتمال وقوعنا في الشرك وارد أن نحذر منه، أما هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فالاحتمال فيه غير وارد، ولكن التحذير له من باب التذكير.

فالواجب علينا أشد في أن نتحرى معرفة التوحيد، ومعرفة ضده وهو الشرك، فنوحد الله تبارك وتعالى، ونعبده وحده لا شريك له، ونتجنب الشرك الذي هو بهذه المنزلة، والمثابة، والخطورة.

وسوف نختار بإذن الله في هذه الدروس بعض الأبواب من كتاب فتح المجيد وعندما أقول: قال الشارح، فإنما أعني به شارح كتاب التوحيد: الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله، وعندما أنتقل إلى الكلام على الشرح المذكور؛ فأصدر كلامي بلفظ: أقول.

2 -فضل التوحيد

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:

'باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب، وقول الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:82] .

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل أخرجاه } '.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام