فهرس الكتاب
الصفحة 67 من 83

وفي هذا الموقف تنشر الصحف، ويسأل الجميع، الرسل وأممهم، قال تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} [الأعراف: 6] (الأعراف: 6) .

ولكن الناس متفاوتون في السؤال والمحاسبة، فالمؤمنون تعرض عليهم ذنوبهم ويقرون بها ويسترون، ففي الصحيحين عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من نوقش الحساب عُذِّب"، فقلت: أليس يقول الله تعالى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: 8] (الانشقاق الآية: 8) ، قال:"ذلك العرض".» "

وفي الصحيحين عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه [1] فيقرره بذنوبه، فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أي رب أعرف، قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم، فيعطى صحيفة حسناته، وأما الكفار والمنافقون فينادي بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم» .

«ومن المؤمنين من يدخل الجنة بلا حساب كالسبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب» ، كما ثبت في حديث ابن عباس، أخرجه البخاري ومسلم.

أما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته، لأنه لا حسنات لهم قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23] (الفرقان الآية: 23) لكن حسابهم عرض أعمالهم عليهم وتوبيخهم عليها.

[الميزان]

الميزان: وهو ميزان ينصب يوم القيامة لوزن أعمال العباد وتمييزها وإظهار مقاديرها، والوزن يكون بعد الحساب، لأن المحاسبة هي لتقرير الأعمال،

(1) أي: ستره.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام