الصفحة 9 من 32

ومنها أن صاحبه يحصل على الهدى الكامل والأمن التام في الدنيا والآخرة ومن فضائله: أن أسعد الناس بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ) ).

ومنها: أن جميع الأقوال الظاهرة والأعمال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتيب الثواب عليها على التوحيد، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله جل وعلا كملت هذه الأمور وتمت.

ومنها: أنه يسهل على العبد فعل الخيرات وترك المنكرات ويسليه عن المصائب، فالمخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثوابها، ويهون عليه ترك المعاصي لما يخشى من سخط الله وعقابه.

ومنها: أن التوحيد يخفف عن العبد المكاره ويهون عليه الآلام، فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان يكون تلقيه للمكارة والآلام بقلب منشرح ونفس مطمئنة وتسليم ورضي بأقدار الله المؤلمة.

ومن أعظم فضائله: أنه يحرر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم، وهذا هو العز الحقيقي والشرف العالي، ويكون مع ذلك متألهاً لله، متعبداً له سبحانه لا يرجو سواه ولا يخشى إلا إياه ولا ينيب إلا إليه، وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه.

ومنها: أنه إذا كمل في القلب بالإخلاص التام فإن يُصير القليل من العمل كثيراً وتضاعف الأعمال والأقوال بغير حصر ولا حساب.

ومنها: أن الله جل وعلا تكفل لأهل التوحيد بالفتح والنصر في الدنيا والعز والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى وإصلاح الأحوال والتسديد في الأقوال والأفعال.

ومنها: أن الله جل وعلا يدافع عن الموحدين، أهل الإيمان يدافع عنهم شرور الدنيا والآخرة ويمن عليهم بالحياة الطيبة والطمأنينة إليه والطمأنينة بذكره، ثم قال في ختام كلامه: وشواهد هذه الجمل من الكتاب والسنة كثيرة معروفة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام