كانوا في زمنه عليه الصلاة والسلام، بخلاف توحيد الألوهية فإن توحيد الألوهية لم يكونوا يقرون به كما سيأتي إيضاحه إن شاء الله.
ولذلك قال الله تعالى: (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) ) (الزخرف: من الآية87) .
(( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ) ) (الزخرف:9) .
فأخبرنا الله عز وجل أن المشركين في زمان النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعترفون بربوبيته سبحانه، ولكنهم كانوا مختلفين في الألوهية يعني في إفراد الله سبحانه بأنواع العبادات كلها.
أما توحيد الأسماء والصفات فهو إثبات ما أثبته الله عز وجل لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلا من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل على حد قوله تبارك وتعالى: (( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) ) (الشورى:11) .
فضائل كلمة التوحيد:
إن هذه الكلمة، كلمة التوحيد لها فضائل عظمى، جمع زُبَد هذه الفضائل العلامة الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تعليقه على كتاب التوحيد، وأنقل لكم بعض ما قاله ملخصاً قال - رحمه الله - عن التوحيد:"وما قاله عن التوحيد ينطبق على كلمة التوحيد"إن التوحيد هو الفرض الأعظم على جميع العبيد، وليس شيء من الأشياء له من الآثار الحسنة والفضائل المتنوعة كالتوحيد، فإن خيري الدنيا والآخرة من ثمرا ت التوحيد وفضائله، ثم قال - رحمه الله: إن مغفرة الذنوب وتكفيرها من بعض فضائله وآثاره، قال: ومن فضائل التوحيد أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة ودفع عقوبتهما.
ومن أجل فوائده أنه يمنع الخلود في النار إذا كان في القلب منه أدنى مثقال حبة من خردل، وإذا كمل التوحيد في القلب فإنه يمنع دخول النار نهائياً.