الصفحة 7 من 32

وكذلك سائر الأنبياء عليهم السلام دعوتهم لإخلاص العبودية لله وحده ولأخذ الأوامر والنواهي من الله رب العالمين.

وقد اشتملت كلمة التوحيد على أنواع التوحيد كلها.

* على توحيد الألوهية.

* وتوحيد الربوبية.

* وتوحيد الأسماء والصفات.

فتوحيد الألوهية مطابقة، أي اشتملت عليه مطابقة. ودلالة المطابقة معناها: دلالة اللفظ على تمام ما وضع له في لغة العرب.

واشتملت على توحيد الربوبية والأسماء والصفات تضمناً، ودلالة التضمين معناها: دلالة اللفظ على جزء معناه كدلالة الإنسان على بعض أعضائه.

فتوحيد الألوهية ويقال له: توحيد العبادة هو توحيد الله تبارك وتعالى بأفعال عباده أي أن العباد يفرون ربهم تبارك وتعالى بكل أنواع العبادة ويخلصون له فيها جل وعلا، فلا يشركون معه غيره.

فالعبادة حق خالص لله تعالى لا حظ فيها لأحد لا من الملائكة المقربين ولا من الأنبياء المرسلين ولا من الأولياء الصالحين ولا من غيرهم.

والعبادة باعتبار ما أمر الله به: اسم جامع لكل ما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، فشملت إذاً كل أمور الحياة، ولذلك قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) ) (الأنعام:162) .

فالحياة كلها ثم ما بعدها كلها لله تبارك وتعالى يجب أن يكون المسلم سائراً فيها مخلصاً لربه سبحانه.

أما توحيد الربوبية فهو توحيد الله بأفعاله سبحانه من الملك والخلق والتدبير، وهذا النوع كان يقر به المشركون الذين أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم الذين

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام