الصفحة 6 من 32

فقوله تعالى: (( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ) )هو معنى قوله"إلا الله"وقوله: (( وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) )هو معنى قوله"لا إله".

وقال تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) ) (الأنبياء:25) .

وقال تعالى (( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ) (البقرة: من الآية256)

فقوله جل وعلا " (( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ ) )هو معنى قوله:"لا إله"ومعنى قوله: (( وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ ) )هو معنى:"إلا الله"فهي إذا تفيد نفس معنى لا إله إلا الله."

وكذلك قال تعالى: (( وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ) ) (الزمر:17، 18) .

وقال تعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) ) (البينة:5) .

ومعنى قوله: (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ ) )هو معنى قوله:"لا إله إلا الله"لأن معنى قوله (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا ) )هو حصر للعبودية لتكون حقاً خالصاً لله رب العالمين، وأكد ذلك قوله: (( مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ) ).

ومعنى حنفاء: مائلين عن الشرك إلى التوحيد.

وإن كل رسول أرسله الله عز وجل منذ أن أرسل نوحاً إلى أن أرسل خاتمهم محمداً صلى الله عليه وسلم يقول لقومه: (( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) ) (هود: من الآية50) .

فهي أول ما تدعو إليه الرسل أقوامهم، وإن كانت دعوات الرسل تشتمل أيضاً على بقية الاعتقادات والعبادات وغيرها، ولذلك نجد أن شعيباً- عليه السلام- يدعو إلى عبادة الله وحده، ثم بعد ذلك ينهاهم عن التطفيف في المكيان والميزان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام