الصفحة 12 من 32

وحذرنا ربنا جل وعلا من موالاة الكافرين فقال سبحانه: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ) ) (الممتحنة: من الآية1) .

فبين الله عز وجل سبب عداوتهم، وهو أنهم كفروا بما جاءنا من الحق، ومن ذلك كفرهم بـ"لا إله إلا الله"فلما كفروا بها وجبت عداوتهم ووجب بغضهم ووجبت مفاصلتهم وحرم على المسلمين أن يوالوهم أو يلقوا إليهم بنوع من المودة والمحبة.

وعلى ضوء ما سبق يتبين لنا أن كل الطاعات بل كل دين الإسلام هو من مقتضى كلمة التوحيد، كلمة لا إله الله، وتبين لنا أيضاً أن كل أمور الحياة يجب أن تكون وفق مقتضى لا إله إلا الله، وتبين لنا أيضاً أن كل أمور الحياة يجب أن تكون وفق مقتضى لا إله إلا الله فهي كلمة شملت جميع الحياة، فهي منهاج متكامل، فإنها تبين لنا الطريق الحق في العمل وتبين لنا الطريق الحق في الاقتصاد، وفي السياسة، والإعلام، وفي التعليم والتربية، فكل أمر من أمور الحياة فهو داخل تحت كلمة"لا إله إلا الله"فهو من مدلولها ومن معناها، ولذا فإن من قال: إن هناك أموراً من أمور الحياة خارجة عن مقتضى لا إله إلا الله خارجة عن الإسلام لا يحكمها شرع الله تبارك وتعالى يكون قوله هذا كفراً بالله جل وعلا، لأنه مكذوب لله ورسوله.

فمن قال: إنه لا في السياسة ولا سياسة في الدين كان منقضاً لكلمة لا إله إلا الله، وما أحسن ما قال الشيخ / عبد الرحمن الدوسري - رحمه الله: إن كلمة لا إله إلا الله كلها سياسة من لامها إلا هائها، وقد سئل - رحمه الله - أو سأل نفسه في كتيب له: أسئلة وأجوبة في أمور العقيدة في المهمات فقال: كيف لنا بمن يقول الدين علاقة بين العبد وربه فقط لا شأن له في السياسة والحكم؟

قال الشيخ - رحمه الله - هذه خطة انتهجها الثائرون على الكنيسة في أوروبا التي ليس لها ثروة تشريعية وافية بأساليب الحكم السياسية حسب التطوير الصحيح، فانتهج هذه الخطة تلاميذ الإفرنج من أبنائنا وعملوا على تطبيقها في بلاد المسلمين

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام