وفرضها عليهم بتلقين قوي من أساتذتهم وتأييد استعماري يحظى به العملاء والمغرضون الذين يريدون الحكم على أشلاء الإسلام وعل حساب أهله، وقد أراحوا المستعمرين والمبشرين بتطبيق هذه الخطة التي أبعدوا فيها حكم الله وأزاحوا المسلمين عن تعاليم شريعتهم وآدابها، وصبغوهم بصبغة إفرنجية في تقاليدهم وعقائدهم وأخلاقهم وملابسهم حتى حولوهم بهذه الخطة وتحت شعاراتها المختلفة إلى نوع من الخلق لا يصلح شرقياً ولا غربياً، ومع أن هذه في حق الإسلام والمسلمين فرية عظيمة وخطة أثيمة فهي في الحقيقة حجة على أولئك دامغة لرؤوسهم، مرغمة لأنوفهم، لأن علاقة العبد بربه يجب أن تكون عامة في كل شيء، بحيث لا يمشي إلا على وفق شريعته، ولا يحكم إلا بكتابه وسنة نبيه، ولا يتحرك إلا لمرضاته واجتناب سخطه، ولا يحب ولا يبغض إلا من أجله، لا لنفع أو من أجل عشيرة أو وطن، أو قرابة أو مال، ولا يوالي أو يعادي إلا في الله، ومن أجل إعلاء كلمة الله لا لغرض آخر، فلا يوالي أعداءه أو يعادي أحبابه لحاجة في نفسه، أو لأجل شيء مما تقدم، ولا يخطط لنظام الحكم أو ينفذه، مستنداً على تلك القواعد الانتهازية ضارباً بكتاب الله وتوحيده وشريعته، عرض الحائط، فإن هو فعل ذلك لم يحسن علاقته بربه بل قطعها، وكان في قوله أفاكاً أثيماً، لأن الله تعالى لا يرضى من عبده أن يحكم بغير شريعته أو يتخلى عن دعوة الإسلام، والدفاع عن جميع قضايا المسلمين ولا أن يوالي النصارى بحجة وطنية أو قومية عصبية جلبها من أوروبا وطرح بها ملة إبراهيم عليه السلام كما لا يرضى من عبده أن يعيش بإيمان أعزل أمام كفر وإلحاد مسلح، بل يوجب عليه تحقيق الصدق معه والإخلاص له، وأن يستعد لأعداء الله بجميع المستطاع من حول وقوة مهما تنوعت وتطورت، يقمعهم كي لا يغلبوا ويتحكموا في مصيره، وكذلك يوجب عليه أن يكون غيوراً على حرماته حافظاً لحدوده ناصراً لدينه دافعاً له إلى الأمام، لا يقتصر في عبادته على نوع دون نوع، ولا يقصر بالغزو في نشر الحق فيغزوه أعداء الله بالباطل، فإن لم يفعل هكذا لم يحسن علاقته بربه وكان خواناً أثيماً إذ إن