الصفحة 11 من 32

ومن فعل مثل فعلهم كان حكمه حكمهم.

وأما دخوله في توحيد الأسماء والصفات فإن من أسماء الله سبحانه الملك ومن أسمائه الحكم، فله سبحانه الملك وإليه الحكم ولذلك غير النبي صلى الله عليه وسلم كنية رجل تكنى بأبي الحكم وسماه بأبي شريح معللا ً ذلك بأن الله هو الحكم وإليه الحكم [1] وقد قال الله تبارك وتعالى: (( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ) ) (الشورى: من الآية10) .

وقال سبحانه (( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) ) (القصص: من الآية88) .

وقال تعالى (( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) ) (يوسف: من الآية40) وقال تعالى: (( وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ) ) (الكهف: من الآية26) .

وسيأتي مزيد بيان لهذه النقطة عند ما نتحدث عن بعض نواقض كلمة التوحيد إن شاء الله.

من لوازم كلمة التوحيد:

ثم إن كلمة التوحيد قد استلزمت موالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله تبارك وتعالى، استلزمت محبة المؤمنين وبغض الكافرين، وهذا أصل من أصول الإيمان، بل قال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه وتعالى ما ذكر بعد الأمر بالتوحيد والنهي عن ضده وهو الشرك في القرآن الكريم أكثر من النهي عن موالاة الكفار، لذا فإن من والى الكافرين قد وقع في خطر عظيم يوشك أن يصل إلى حد التولّي، أي تولي الكفار فينقض توحيده - نسأل الله السلامة - أما الموالاة التي لا تصل إلى حد التولّي فإنها معصية عظمى تنقص التوحيد لكنها لا تصل إلى حد نقضه، وقد حثنا الله على موالاة المؤمنين، قال تعالى: (( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ) ) (التوبة: من الآية71)

(1) رواه أبو داود، والنسائي، والبيهقي، والحاكم

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام