الصفحة 3 من 10

رغباتِنا دائماً، وإنما بقصورِنا لا نعرفُ الاختيار في القضاءِ والقدرِ، فلسْنا في مقامِ الاقتراحِ، ولكننا في مقامِ العبوديِّةِ والتسليمِ.

قال الإمام البغوي (3) :الإيمان بالقدر فرضٌ لازم، وهو أن يعتقد أن الله تعالى خالق أعمال العباد، خيرها وشرها، كتبها عليهم في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم، فالإيمان والكفر والطاعة والمعصية كلها بقضاء الله وقدره، وإرادته ومشيئته، غير أنه يرضى الإيمان والطاعة، ووعد عليهما الثواب، ولا يرضى الكفر والمعصية، وأوعد عليهما العقاب ...".فلا معنى إذن أن يتناحر الناس فيما بينهم من كان السبب في هذا ولماذا وقع هذا، ولو لم يكن كذا لما كان كذا .... وهم يتناسون أن ما أصابنا كان بقضاء الله وقدره لحكمة أرادها المُقدر قد ندركها أو لا ندركها ... والناس متفاوتون في علمهم وثقافتهم ووعيهم ... المهم أنه لا مفر من قضاء الله وقدره {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} .واسمع معي إلى هذه الآية المباركة التي لا تبقي في النفس قلقاً ولا اضطراباً .. إنما تزيد النفس طمأنينة وإيماناً. قال الحق سبحانه: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ} [سُورَةُ الْحَدِيدِ: 22] أي: واعلموا أيها المؤمنون الموحدون المقرون بلوازم الإيمان أن ما أصابكم أو ما أصاب أحداً مصيبة، كائنة في الأرض من اضطراب"

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام