فهرس الكتاب
الصفحة 749 من 765

وكثير من الشباب الذين يتصرفون تلك التصرفات العنيفة لا يتوافر فيهم هذا الشرط، لأن الطريقة التي سلكوها في أمرهم ونهيهم، ترتبت عليها مفاسد أعظم من المفاسد التي زعموا أنهم أرادوا إنكارها، إذ ازداد أهل الباطل عنادا وإصرارا على محاربة الإسلام، بل أعطتهم تلك التصرفات مسوغا لمحاربة الدعوة الإسلامية، حيث كمموا أفواه دعاة الحق من علماء المسلمين ومفكريهم، الذين لو تمكنوا من الاتصال بجماهير الشعوب - وبخاصة شبابهم - لفقهوهم في الدين، ولتمسك هؤلاء الشباب بدينهم وطبقوا ما أمكنهم تطبيقه بهدوء، وبدون استعمال عنف ولا شدة، ولما أطلقوا رصاصهم على أنصار الباطل، بل سيسلكون سبيل التربية على هذا الدين والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى تتمكن دعوتهم من الوصول إلى عقول الناس، فمن استجاب لها حمدوا الله على هدايته، ومن أبى فعليه ذنب إبائه.

ولو أن قادة الباطل أعطوا دعاة الحق من علماء الإسلام، فرصة للدعوة إلى ما عندهم من الحق بالوسائل المتاحة لهم سلميا، لما حصل هذا العنف الذي قام به هذا الشباب.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام