فهرس الكتاب
الصفحة 556 من 765

الغاية الحادية عشرة: الإفساد في الأرض.

أراد الله تعالى من عباده أن يصلحوا في الأرض، ولا يفسدوا، لأن الإفساد في الأرض يعود على استخلاف الله للإنسان والغرض منه بالنقض، ولكن أهل الباطل -كعادتهم - لا ترضى نفوسهم بالصلاح والإصلاح، فيجتهدون في الإكثار من الإفساد فيها، ويسمون إفسادهم إصلاحا.

ويشمل ذلك الإفساد: النسل والنفس والعقل والمال، إضافة إلى إفساد الدين، يستغلون خيرات الأرض وبركات السماء، لنشر فسادهم وظلمهم، وإنزال الرعب على الآمنين واستعباد الناس وإذلالهم والتكبر عليهم، كما قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} (1) .

وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} (2) .

(1) البقرة: 11، 12.

(2) البقرة: 203، 204.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام