واستدل الشيخ بالآية والحديث على أن الدعاء من العبادة؛ لأنه تعالى قال في نفس الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى} ، والحديث الثابت لفظه عن النبي - صلى الله عليه وسلم:"الدعاء هو العبادة" [1] .
وقسَّم العلماء الدعاء إلى قسمين [2] :
1.دعاء المسألة، هو الطلب الصريح؛ كقول العبد: اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم اهدني، وكما في قوله تعالى: {اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} .
2.ودعاء عبادة، وهي: سائر العبادات.
فالصلاة دعاء، والصيام دعاء، والحج دعاء، والذكر كله دعاء، أي: دعاء عبادة، وسميت العبادة دعاء؛ لأن العبد طالب للثواب.
قال: (ودليل الخوف قوله تعالى: {فَلاَ تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران:175] ) فأمر الله بالخوف منه، وخوف الله من أجَلِّ أحوال القلوب وأفضلها؛ لأنه يمنع صاحبه من الإقدام على معصية الله.
وفي معنى الخوف: الخشية والرهبة فمعانيها متقاربة، وكلها جاء ذكرها في القرآن، قال تعالى: {فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ} ، وقال تعالى: {فَلاَ تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} [المائدة: 44] ، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ هُم مّنْ خَشْيةِ رَبّهِمْ مُّشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُم بِئَايَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ} [المؤمنون:57، 58] ، وقال تعالى: {فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ} [النحل:51] ، والآيات في ذكر الخوف كثيرة.
والخوف من الخلق أنواع: منه ما هو شرك، كالخوف من الأوثان والأموات واعتقاد أنهم يعلمون الغيب، وأنهم يؤثرون بالنفع والضر.
(1) رواه أبو داود (1479) ، وصححه الترمذي (2969) وابن حبان (890) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
(2) مجموع الفتاوى: (10/ 258) ، وجِلاء الأفهام ص 160.