الصفحة 18 من 47

(والدليل قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [الجن:18] ) . السجود والصلاة لله وحده، والمساجد إنما تبنى لعبادته وحده لا شريك له {فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} أي: لا تعبدوا مع الله غيره، ولا تتوجهوا بطلب الحوائج إلا إليه {فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} كما قال تعالى: {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مّنَ الظَّالِمِينَ} [يونس:106] {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55] .

(فمن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر) ؛ لأنه أشرك بالله، أي: عبد مع الله غيره، وجعله نداً لله في عبادته.

(والدليل قوله تعالى: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهَا ءاخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبّهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون:117] ) .

وقال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} ، وقال تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65] ، وقال تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:88] ، فمن صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله؛ فهو مشرك كافر، وعمله حابط.

وبعد أن ذكر الشيخ أنواع العبادة ذكر دليل كل واحد منها.

قال: (وفي الحديث:"الدعاء مخ العبادة" [1] ، والدليل قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ} [غافر:60] ) .

والآيات التي فيها الأمر بالدعاء والثناء على الداعين كثيرة، قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف:55] ، وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186] ، وفي الحديث:"الدعاء مخ العبادة".

(1) رواه الترمذي (3371) من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام