الصفحة 41 من 47

فكل من خرج عن شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر، وفي نار جهنم إن مات على ذلك كما في الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:": والذي نفسي محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار" [1] وذلك لأن دين اليهود والنصارى الذي يتدينون به الآن دين باطل.

يقول الشيخ: (وأكمل الله به الدين) أكمل الله برسالته - صلى الله عليه وسلم - الدين، فقد جاء بالشريعة الخالدة الكاملة.

(والدليل قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الأسْلاَمَ دِيناً} [المائدة:3] ) .

وهذا الدين محفوظ باقٍ ببقاء أهله أن تقوم الساعة، في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم:"لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك" [2] (والدليل على موته - صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر:30،31) .

يقول الشيخ ـ رحمه الله ـ (والناس إذا ماتوا يبعثون، والدليل قوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [طه:55] ، وقوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنبَتَكُمْ مّنَ الارْضِ نَبَاتاً ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً} [نوح:17،18] ، وبعد البعث محاسبون ومجزيون بأعمالهم، والدليل قوله تعالى: {لِيَجْزِىَ الَّذِينَ أَسَاءوا بِمَا عَمِلُوا وَيِجْزِى الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم:31] ) .

بعد ما ذكر الأصول الثلاثة أتبع ذلك بذكر أصل من أصول الإيمان، وهو: الإيمان بالبعث بعد الموت، وهذا هو الذي كفَر به أعداء

(1) رواه مسلم (153) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

(2) رواه البخاري (3641) ، ـ واللفظ له ـ ومسلم (1037) من حديث معاوية - رضي الله عنه -.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام