الصفحة 768 من 3881

الله -عز وجل- يقول: ? وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ?56 [الذاريات: 56] ، ولا يمكن أن تتحقق العبادة الحقة إلا بالعقيدة السليمة، لا من حيث فقط منهج العبادة الشرعي، بل حتى من حيث الاعتقاد ابتداءً بالله -عز وجل-، وبأصول الإيمان الأخرى، والاعتقاد بالغيبيات، والاعتقاد بمنهاج الدين جملة وتفصيلاً على قدر مدارك الإنسان، فالإنسان إذا صحت عقيدته صح دينه، وإذا صح دينه صحت صلته بالله -عز وجل-، وإذا وصل إلى هذه الدرجة حقق السعادة المنشودة التي هي السعادة الأعظم في الدنيا والآخرة، ولا سبيل إلى تحقيق هذه السعادة الدائمة إلا بسلامة العقيدة.

فضيلة الشيخ بالنسبة لمفهوم العقيدة وما يرادفها لكم في هذا كلام؟ تفضل يا شيخ.

نعم أحسنت، أيضاً هذا الأمر يعني مهم جداً -أي مفهوم العقيدة- لعدة أسباب لعل أهمها اختلال مفهوم العقيدة عند كثير من الناس، بل عند كثير من المسلمين، بل ربما لا أبالغ إذا قلت: عند بعض طلبة العلم، فكيف بغيرهم؟!

فعلى هذا لابد من أن أشير بإيجاز إلى مفهوم العقيدة وما يرادفها.

العقيدة مأخوذة كما هو يعني مصدرها في اللغة من"العقد"وهو الشد والربط بقوة وإحكام، فكل أمر ذي بال، يسمى عقيدة، ولذلك تسمى العهود والمواثيق تسمى"عقد"فإجراء النكاح يسمى عقد، وإجراء البيع يسمى عقد، وهنا من باب أولى أيضاً من بين العبد وربه، فما بين العبد وربه من الأمور التي يجب أن يتصورها ويؤمن بها تسمى عقيدة.

ومن هنا نفهم أيضاً المفهوم الاصطلاحي. فالعقيدة: هو الإيمان الجازم الذي لا يتطرق إليه الشك لدى معتقده، هذا على جهة العموم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام